بمناسبة الذكرى الـ 72 لعيد الشجرة إقامة احتفال مركزي مع إطلاق حملات التشجير الوطنية

بمناسبة الذكرى الـ 72 لعيد الشجرة وتحت عنوان “غاباتنا أمانة.. فلنحافظ عليها”

أقيم في موقع بيت زنتوت بريف القرداحة في محافظة اللاذقية اليوم احتفال مركزي مع إطلاق حملات التشجير الوطنية، بحضور رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس ووزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا ومحافظي اللاذقية وحماة وطرطوس وعدد من رؤساء المنظمات والاتحادات.

وشارك في حملة التشجير بالموقع، فعاليات أهلية وشعبية وشبابية تطوعية وحزبية وجمعيات وعاملون في المؤسسات والجهات الحكومية، بالتعاون مع كوادر مديرية الزراعة تم من خلالها زراعة حوالي 10 آلاف غرسة متنوعة وخاصة من أنواع الغار والصنوبر والسنديان والخرنوب على مساحة 15 هكتاراً.

وفي كلمته خلال الاحتفال، أعلن رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة، وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد، قررت تمويل إنتاج وتوزيع 250 ألف غرسة مجانية من خارج خطة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي للعام 2024، داعياً في الوقت نفسه الشركاء الوطنيين إلى اتخاذ المبادرات الممكنة للتوسع في تربية الأشجار، للحفاظ على بيئة سليمة ومعافاة للأجيال القادمة، وبما يسهم بشكل فاعلٍ في تحقيق أهداف ومؤشرات التنمية المستدامة والمتوازنة.

وأشار إلى مضامين وأبعاد عيد الشجرة والمكانة السامية لها في المجالات البيئية والطبيعية والاقتصادية والاجتماعية، والمسؤولية المجتمعية للعناية بالشجرة والتشجير فضلاً عما تمثله من ثقافة وطنية وليست مجرد وظيفة تقليدية، مؤكدا أن الاحتفال بعيد الشجرة يأتي من حرصنا في سورية على المشاركة في الجهود العالمية والدولية الهادفة إلى حمايتها والاعتناء بها، والسعي لتوسيع انتشارها لما تحمله من قيمٍ بيئيةٍ واقتصادية واجتماعية وجمالية للحضارة الإنسانية بمجملها.

وقال المهندس عرنوس: “لا يقتصر الاحتفال على البعد المادي للغطاء النباتي على أهميته، فهي تتعلق أيضا بسلامة البيئة، ووحدة الأهداف الإنسانية في مواجهة مخاطر الطبيعة، والحرص المشترك على تسخير كافة المقومات لما فيه خير الإنسانية جمعاء”، مضيفاً أن سورية كانت سباقة للمشاركة في الجهود والمبادرات الدولية الرامية لتعزيز خدمة الإنسانية، وتحقيق مؤشرات التنمية المستدامة، بأبعادها المختلفة لجيلنا الحالي وللأجيال المستقبلية.

واعتبر المهندس عرنوس أن مناسبة عيد الشجرة هي بالنسبة لنا ممارسة مسؤولة تجاه الشجرة ورعايتها وحمايتها والتوسع في غطائها، وليست مجرد احتفالٍ تكريمي عاطفي لها، وكلّنا ثقة أننا نتشارك جميعاً هذا الاهتمام، وقال: “نحن في سورية ورغم الظروف القاسية والصعبة التي نمر بها في مواجهة الإرهاب العالمي وداعميه، فإننا عازمون على المضي قُدماً لزرع الحياة بدل الموت، والتشجير بدل الحرائق والقطع، والازدهار بدل الخراب، والسلام بدل الحرب”.

وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والجهات الحكومية بشكل عام في دعم التشجير من خلال منح عشرات ومئات آلاف الغراس الحراجية والمثمرة مجاناً، وإنفاق عشرات مليارات الليرات السورية في سبيل استصلاح الأراضي وزراعتها، وإعادة تأهيل الأراضي التي تعرضت للحرائق الطبيعية أو المفتعلة، وإعادة تشجيرها، كما تم تعويض الفلاحين وأصحاب الملكيات عن الخسائر التي تعرضت لها ممتلكاتهم الزراعية الشجرية، منوها بجهود الشركاء الوطنيين في إدارة هذا الملف الصعب من اتحاد الفلاحين واتحاد غرف الزراعة السورية والأمانة السورية للتنمية والمجتمع الأهلي والمحلي، وكذلك من المنظمات الدولية وشركاء التعاون الدولي.

ودعا المهندس عرنوس الجميع الى تحمل المسؤوليات للاستثمار الأمثل لما توفره الطبيعة في بلدنا وتحويلها إلى فرصة حقيقية للتنمية والجمال، مؤكداً أن الحكومة ستواصل جهودها الحثيثة لمتابعة برامج دعم الشجرة والتشجير.