من سوريّة إلى العالم انطلقوا حاملين إرثاً وثقافة ووطناً لم يغادرهم بل ظلّ ذكرى وحلماً ومرجعاً وسنداً. للدفاع عنها هبّوا، ولها احتشدوا، وإليها توافدوا ليساهموا في عودتها مشرقة ساطعة ويدعموا بناءها ونهضتها.
امتداد السوريين المغتربين هو واحد من أهمّ روافد الاقتصاد الوطني وأساسِه المجتمعي، فمن لا تضرب جذوره عميقاً في الأرض لا يشتدّ جذعه ولا تعلو أغصانه ولا يطيب ثمره.
إدراكاً منها لدور المغتربين الكبير والفاعل في إعادة بناء الوطن الأم، وتيسيراً لعودة اندماج خبراتهم ورؤوس أموالهم في الاقتصاد والمجتمع السوريين، تسعى هيئة الاستثمار السورية إلى إقامة الصلات التفاعلية المثلى مع السوريين في بلاد الاغتراب للإطلاع على متطلّباتهم وتحديد رغباتهم وآرائهم وتبيّن هواجسهم، لتأمين بيئة استثماريّة جاذبة ومطمئنة وفاعلة تهيّئ التربة الخصبة لمشاريعهم وتواكب نموّها وتضمن ازدهارها.
وحرصاً على نجاح التوصيف ومطابقته لواقع الحال، أعدّت الهيئة استمارة خاصة بالمغتربين لاستبيان تطلعاتهم ومقترحاتهم ومخاوفهم، بما يضمن أكبر قدر من الدقّة والمصداقية والوضوح والفاعليّة فيما سيُبنى على تحليلها الذي ستُدمج نتائجه في عملية تطوير البيئة الاستثماريّة السوريّة، كي تحقّق آمالهم وتلبّي طموحاتهم.
لضمان التواصل الأوسع والتفاعل الأسرع مع إخوتنا المغتربين، تعمل هيئة الاستثمار السوريّة يداً بيد مع شركائها الاستراتيجيين؛ وزارة الخارجية والمغتربين، ومجالس رجال الأعمال في الدول الصديقة، والجاليات السوريّة في الخارج.
وقد عرض مدير عام هيئة الاستثمار السوريّة السيّد مدين دياب، خطّة الهيئة لخلق بيئة استثمارية جاذبة للمغتربين كي تكون طريقاً لعودتهم إلى الوطن، ضمن فعاليات ورشة العمل التي أقامتها وزارة السياحة تحت عنوان “سياحة الأعمال والمغتربين” بالتعاون مع صحيفة صاحبة الجلالة الالكترونيّة، في فندق الداما روز يوم أمس الثلاثاء 15/5/2018.